{داعش} يوطن إرهابيين أجانب في دور المسيحيين والشبك بنينوى
تتجدد الصور الاجرامية لعصابات “داعش” في نينوى، والتي تمثل الوجه الحقيقي لافراد تلك الجماعات الارهابية، فعقب اقدامها على تهجير المسيحيين والشبك والايزيديين والتركمان من المدينة، كشفت معلومات مؤكدة عن عزم تلك العصابات على توطين ارهابيين اجانب مع عوائلهم في تلك الدور، الامر الذي يمثل خطوة خطيرة تتجلى بجلب مجرمين الى البلاد، فضلا عن كونها محاولة دنيئة لتغيير ديموغرافية المحافظة.
وفي صورة تدلل على رفض اهالي الموصل لتواجد العناصر الاجرامية، اعلن مجلس محافظة نينوى، عن قرب زيارة وفد كبير يضم شيوخ ووجهاء المدينة الى بغداد للقاء رئيس الوزراء نوري المالكي، بغية التوصل الى حلول سريعة من شأنها طرد الارهابيين من المحافظة.
وقابل تلك الاعمال الاجرامية، تزايد عدد الصولات البطولية لابناء القوات المسلحة، الذين مازالوا يسطرون اروع ملاحم البطولة في جبهات الانبار وصلاح الدين وكركوك وديالى، لاسيما عقب الزخم العسكري الكبير الذي اضافته القوة الجوية، التي تمكنت من تحجيم تحركات الارهابيين الى حد كبير.
توطين إرهابيين في الموصل
ويتضح الوجه الاجرامي لعناصر “داعش” يوما بعد اخر من خلال اعمالها الدنيئة التي ترتكب بحق المواطنين العزل في نينوى، والتي اكدتها يوم امس المعلومات التي اشارت الى عزم تلك العصابات على توطين ارهابيين اجانب في دور المواطنين الذين تم تهجيرهم من المحافظة.
حيث افادت معلومات صحفية من داخل نينوى، بان مجموعات داعش الارهابية تحاول توطين بعض العوائل القادمة من خارج الحدود من ذوي الارهابيين الاجانب في مناطق الاقليات بالموصل.
واوضحت، ان “ المعلومات الاستخبارية الميدانية، تؤكد وجود نية لدى داعش الإرهابي، بنقل نحو 500 عائلة، من ذوي من يعرفون بـ “المهاجرين” وهم عناصر إرهابية من جنسيات أجنبية، قدموا للقتال في سوريا، وتم تزويجهم وتكوين عوائل لهم، ليضمن التنظيم الإرهابي استمرار ولائهم له”.
وتابع انه”بحسب المعلومات الموثقة، فإن داعش الإرهابي، ينوي إسكان هؤلاء الإرهابيين وذويهم في المنازل التي تم تهجير سكانها من الأقليات العراقية في مدينة الموصل”.
الى ذلك، أفاد رجال دين مسيحيون، امس الاثنين، بأن ارهابيي “داعش” استولوا على دير في منطقة الخضر جنوب شرق مدينة الموصل، وطردوا الرهبان والقساوسة منه.
وقال رجل دين مسيحي في تصريح صحفي، إن “مسلحي داعش اقتحموا كنيسة مار بهنام في منطقة الخضر، جنوب شرق الموصل، واستولوا على الدير وطردوا القساوسة منه”.
وأضاف رجل الدين طالبا عدم الكشف عن اسمه، أن “المسلحين قالوا للقساوسة هناك إنه لم يبق مكان لكم بيننا وعليكم المغادرة فورا”، موضحا أن “القساوسة حاولوا اخذ بعض حاجياتهم، لكنهم منعوهم، وقالوا لهم تخرجون بملابسكم وترحلون من هنا مشيا على الإقدام”.
وتعتبر كنسية مار بهنام من اقدم كنائس الموصل اذ يعود تاريخ بنائها الى العام “ 383م-388م”.
وكان المسيحيون في مدينة الموصل، بدأوا خلال اليومين الماضيين بحركة نزوح جماعي غير مسبوقة في تاريخ العراق من مناطقهم الأصلية، عقب انتهاء مهلة الـ24 ساعة التي حددها “داعش” لهم وتوعدهم بالقتل إن لم يعلنوا إسلامهم أو يدفعوا الجزية بعد انتهائها.
واقدم “داعش” على اصدار “وثيقة الحسبة” لتحديد الملابس التي ترتديها النساء، فيما اشار الى انه الزم اصحاب الملابس النسائية بها.
وقال مصدر مطلع من داخل نينوى، إن “ داعش اصدر امس الاثنين ما اطلق عليه وثيقة الحسبة حيث قام خلالها بتعيين وتحديد نوعية الملابس الخاصة بالنساء في المحافظة”.
واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “ العصابات الارهابية الزمت اصحاب محال بيع الملابس النسائية بالوثيقة المذكورة”.
وعلى صعيد ذي صلة، كشفت مصادر مطلعة ان المجرم الهارب القيادي في البعث المنحل سيف الدين المشهداني وجناحه انضووا ضمن عصابات “داعش” الارهابية للقتال في محافظتي الانبار ونينوى.
وقالت المصادر لـ “الصباح” ان “داعش وبعد ان تولى رئاسته الارهابي المجرم ابو بكر البغدادي فرض الولاية على جميع التنظيمات التي كانت تعمل معه ومن بينها التنظيمات الاسلامية وحزب البعث المنحل، مهددا بان من يعترض عن الاقرار بولاية المجرم البغدادي سينفذ به حكم الاعدام، مما اضطر عددا كبيرا منهم الى الهروب من البلاد.
نجاحات أمنية
وساهم طيران الجيش بحسم العديد من المعارك التي خاضتها القوات المسلحة ونجحت في دحر الارهابيين خلالها، حيث لعب دورا محوريا في دك اوكار العصابات الاجرامية، والحد من تحركاتها.حيث اعلنت الاستخبارات العسكرية، امس الاثنين،عن مقتل 50 داعشيا بمحافظة الانبار بينهم مسؤول “داعش في الكرمة الارهابي “ابو مريم” خلال ضربات جوية موجعة نفذها طيران الجيش، في حين ذكر مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين، ان “قوات عسكرية تابعة له وبالتعاون مع طيران الجيش تمكنت من قتل 27 داعشيا في البو عجيل شرق تكريت “.الى ذلك، قال مصدر امني مسؤول في عمليات نينوى امس: بان القوة الجوية تمكنت من قتل 47 ارهابياً بقصف 63 وكراً لهم من خلال الطلعات الجوية التي نفذت بمناطق متفرقة في نينوى.واوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح صحفي ان “جميع الضربات نفذت بناء على معلومات استخبارية دقيقة، شاركت في جمعها طائرات مسيرة”، مشيرا الى ان “ قيادة القوة الجوية، تؤكد مواصلة طلعات طائراتها المقاتلة، لضرب تجمعات الإرهابيين في محافظة نينوى”.في تلك الاثناء، اعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، امس ، قتل عشرة ارهابيين في جرف الصخر شمالي بابل .وذكر بيان صحفي للمديرية، ان “طيران الجيش بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية وجه ضربة جوية لجرذان داعش في الفاضلية التابعة لجرف الصخر شمالي بابل، ما اسفر عن مقتل عشرة ارهابيين، وتدمير عجلتين تابعتين لهم”.
وفي ديالى، افاد مصدر في شرطة المحافظة، بأن ما يسمى “معاون المفتي الشرعي” لارهابيي “داعش” الارهابي المدعو “ابو هشام الفلسطيني” قتل في حوض حمرين باطلاق نار قناص شمال شرق بعقوبة، مشيرا إلى أن المجرم فلسطيني الجنسية.من ناحيته، أعلن قائد صحوات شمال بغداد عواد سامي الحلبوسي, امس مقتل 12 ارهابيا داعشيا قرب قرية دحام شمالي العاصمة بغداد .وقال الحلبوسي لـ”المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي” إن “ عمليات بغداد بالتعاون مع عناصر الصحوة نفذت عملية أمنية استهدفت معقلاً لعصابات داعش في قرية دحام اسفرت عن مقتل 12 ارهابياً وتدمير ثلاث عجلات “.وأوضح الحبلوسي أن “ التنسيق بين القوات الامنية والمواطنين اسهم بشكل كبير في دحر جميع التحديات التي تواجه حزام بغداد.
الصباح |