الهاشمي لـ’القدس العربي’: العرب تخلوا عن سنة العراق والعنف أصبح وسيلة التغيير ونقبل شيعيا معتدلا بدل المالكي

أكد الدكتور طارق الهاشمي النائب السابق للرئيس العراقي في حوار مع ‘القدس العربي’ أن التغيير في العراق وفق المعطيات والظروف الحالية لن يكون سوى بالمقامة ورفع السلاح في مواجهة آلة التدمير التي ينتهجها رئيس الحكومة نوري المالكي وحلفاؤه لتطهير العرب السنة، مشيرا إلى أن السنة لا يجدون حرجا في دعم شخصية شيعية معتدلة عروبية وقريبة من تطلعات سكان الخليج تكون بديلا للمالكي غير المرغوب فيه بسبب سياساته الكارثية التي قضت على أحلام العراقيين بتغيير سلمي من خلال صناديق الاقتراع، حسب تعبيره.
وأضاف الهاشمي الذي التقته ‘القدس العربي’ في الدوحة حيث يقيم منذ غادر العراق، إن وسائل التغيير تكون إما من خلال الممارسة الديمقراطية، أو النضال السلمي، وهي عموما غير متاحة حاليا، أو أنها ضعيفة ولم تعد مجدية ولن تنتج أي حل للأزمة العراقية.
وأكد أن السبب يعود للاستقطاب غير مسبوق للسلطة الممارس على السكان، وهذا بسبب النفوذ الأجنبي القوي، وبسبب ضعف الوعي السياسي لدى النخبة الحالية.
ويلخص الهاشمي الأمر أنه على هذا الأساس، ‘صناديق الاقتراع لم تعد في العراق الوسيلة المطلوبة لإحداث التغيير المنشود، ولهذا فقد الناخب العراقي الأمل في تحقيق نتائج إيجابية بالوسائل الديمقراطية، والسؤال ما هو الحل المطلوب أمام هذا المأزق؟ بالتالي سيكون هناك تفكير في آليات أخرى وربما العنف يطرح نفسه بحدة’ ويكشف قائد الحزب الإسلامي العراقي أن بلاده ضاقت ذرعا بحروب الماضي وما نتج عنها من سفك للدماء في السنوات العشر الماضية، وأن شعبه يتطلع للسلام بأي ثمن.
 ويضيف أن ‘الذي يحصل ان نوري المالكي يتعامل مع المطالب الشعبية وانتفاضة العرب السنة في المحافظات الست والتي انطلقت منذ نحو سنة بعنف، وبكل ما أوتي من قوة، بالرغم من أنها انطلقت بشكل سلمي ولا تزال كذلك.
 ويؤكد الهاشمي الذي يواجه مذكرة الانترنت لتسليمه للعراق أنه، مقابل سلمية انتفاضة العراقيين، يتعدى المالكي عليها بالاغتصاب وبالقتل والتشريد وبهجومه على التجمعات مما يوقع ضحايا. ويرى أن ‘هذه الممارسات تحمل الناس على حمل السلاح، لمواجهة التطهير والتصفية العرقية التي يتعرضون لها’
ويرى نائب الرئيس الذي قدم استقالته لجلال طالباني، أنه ‘هناك ثورة حقيقية ومسلحة وهي على نطاق واسع في عدة محافظات عراقية، والأمل في هذه الثورة إذا فشلت صناديق الاقتراع في إحداث التغيير لتحقق مطالب السكان وإجبار حكومة المالكي بالعودة إلى المسار الديمقراطي، وبناء دولة المؤسسات والعدل ودولة المواطنة’ ويشدد على أن ‘خيار حمل السلاح هو سبيل المضطر لمواجهة ممارسات المالكي، لأن شبابنا في السجون، والرموز ملاحقون وهناك قطع للأرزاق، مع تجاوزات في حق حرائر العراق، مع قطع للأعناق عن طريق الاعدامات الكيدية بناء على التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وهدم لمساجد السنة بشكل لم يسبق له مثيل’.
ويستطرد الهاشمي الذي يقود من منفاه الاختياري حملة لدعم سنة العراق قائلا: ‘اليوم السلاح أصبح بديلا لمواجهة هذه المخططات، وهو الأداة المثلى للتغيير، لرفع الظلم وإيقاف مسلسل التطهير الطائفي الذي ينفذه تيار المالكي’ ويتأسف القيادي العراقي لتخلي الدول العربية عن بلاده وترك شعبه يواجه مصيره وحيدا، ولم تجد رسائل الاستغاثة التي يطلقها الجميع اهتماما من المحيط الجغرافي للعراق، وهو يقتنع أن العراقيين ليس بوسعهم الآن سوى الاعتماد على أنفسهم، لمواجهة هذه التصفية التي يتعرضون لها بشكل ممنهج.
وفي رده على سؤال حول تصريحات سابقة له نبه فيها دول مجلس التعاون الخليجي وفق معلومات مؤكدة كانت بحوزته على استهداف المالكي وحلفائه لأمنهم، يؤكد الهاشمي أنه لديهم تفاصيل كاملة لـ’الشبكات الاجرامية التي يرسلها المالكي بالتنسيق مع إيران لزعزعة أمن المنطقة ومؤخرا فقط تم ضبط احداها في البحرين ونفذت هناك أعمالا إجرامية، ومخابرات الدول المعنية على علم بكل هذه التفاصيل’
ويختم الهاشمي حواره بالتأكيد على أن العراقيين يؤمنون بوحدة المصير العربي ويعملون جاهدين على تحقيق تكامل عربي لوجود تحديات مشتركة تواجه الجميع.
وفي رده على سؤال حول قراءته لنتائج الانتخابات المقبلة في العراق وإمكانية تجاوز عقدة رئاسة الوزراء التي تشير القراءات الحالية إلى إمكانية ميل كفتها لصالح الشيعة، إلى أنه لا يجد حرجا في التعامل مع شخصية شيعية بديلة للمالكي، تتمتع بسجل نظيف وحريصة على تكريس التعايش ونبذ العنف، وتحقيق مصلحة البلاد.
وأضاف أنه ‘لا إشكالية لدينا في وجود شيعي عروبي قريب من دول الخليج مؤمن بالدولة المدنية كرئيس للوزراء’ ودعا المكون الشيعي العراقي إلى الالتفاف حول رجل مخلص غير المالكي للحصول على دعم العراقيين. وحذر من أن ضعف أداء المؤسسات الدستورية، وحالة الاستقطاب على السلطة، وضعف الوعي الديمقراطي، فضلا عن التدخل الأجنبي، توشك أن تضعف جميعها من فرص إحداث التغيير عن طريق الوسائل الديمقراطية.

القدس العربي