الناخب سيصاب بصداع بسبب كثرة المرشّحين والصور مراقبون لـ( خبر ): الحديد المستخدم في الحملات الإنتخابية يكفي لبناء «برج إيفل»
مع انطلاق الحملات الانتخابية والتهافت الكبير عليها بمشاركة 9045 مرشحا للسباق الى البرلمان , صُدم المواطن بكثرة الأسماء والأرقام و»البوسترات» , لدرجة دفعته الى التدقيق في حجومها وصورها ، مبتعدا عن مضمونها ، وما تحمل من شعارات , فيما رأى البعض أن التهافت على الترشيح «انتكاسة وتخلف» لان بعضهم لا يملك المؤهلات الكافية لتمثيل الشعب وهي أخطر مهمة , لافتين الى أن أغلب المرشحين يرغبون في الامتيازات والرواتب «وسيلة للرزق» , فيما بينوا أن الناخب العراقي مصاب بالصداع بسبب كثرة المرشحين والصور , مشيرين الى أن الحديد المستخدم في الحملات الانتخابية يكفي لبناء «برج إيفل «. ويُعد «برج إيفل» الفرنسي ( Tour Eiffel) أكبر نصب حديدي في العالم ويتكون من 18,038 قطعة حديد و2.5 مليون مسمار ويزن إجمالياً 10,100 طن ، ويرتكز على أربعة أعمدة مكونة فيما بينها قاعدة أبعادها 125*125 متراً أي بمساحة 15,625 متر مربع (م2)».
ويرى النائب عن ائتلاف دولة القانون حسن الياسري في تصريح خص به صحيفة (خبر) أن الحديد المصروف للحملات الانتخابية يكفي لبناء «برج إيفل» مرتين , وللأسف هذا التهافت الكبير على الانتخابات من قبل المرشحين , مبينا» أن القانون أعطى للجميع حق التمثيل , ولكن ليس كل حق يُعطى الى شخص ينبغي أن يمارسه لان الحق ينبغي أن تتوفر فيه الشروط «العقلية ، والسياسية ، والقانونية ، والإدارية والاقتصادية». واعتبر الياسري أن» التهافت الكبير على الترشيح انتكاسة ورجوع الى الوراء وتخلف لأن هناك بعض المرشحين لا يمتلك أي مؤهل , وقضية تمثيل الشعب تعد من أخطر المهمات , موضحا» أن تكون رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أهون من تكون ممثلا للشعب «.
وأشار الياسري الى أن» المرشحين يتصورون أن المنصب النيابي وسيلة للرزق وامتيازات ورواتب ؛ لذلك هناك صرف أموال طائلة «, لافتا « في الوقت نفسه الى أن الناخب سيصاب بصداع بسبب كثرة المرشحين والصور , والناخب العراقي مسكين لانه لم يُمنح الفرصة الكافية للاختيار , لانه كلما زادت الخيارات زادت المآسي.
من جانبه ، قال المرشح عن الائتلاف المدني الديمقراطي مهدي العبودي في تصريح لـ(خبر) إن الاحزاب السياسية وخصوصا المتنفذة استخدمت وتفننت بطرق النشر ودعايتها الانتخابية ، وقد تكون حالة فريدة على مستوى المنطقة والعالم , مبينا «لو كان الحرص السياسي مصدراً لبرامجهم الانتخابية لما أهدروا تلك الاموال على شراء أطنان من الحديد لنشر دعايات مرشحيهم , فلو استغلت تلك الاموال لإعمار أسيجة بغداد المحطمة كان أفضل بكثير أن تذهب في نهاية المطاف الى من يجمعها ويبعها في الأسواق السوداء».
وأوضح العبودي «لو تبرعت تلك الاحزاب باطنان الحديد من اجل بناء هياكل لمدارس ومستوصفات في القرى والارياف لكانت لهم اكبر دعاية انتخابية , لكن تلك الاحزاب تتصور اليوم مع الاسف أن حجم الدعاية ونوعية «الفلكس» ونوعية الحديد الذي يؤطرها هو من يجمع لهم الأصوات», داعيا» التبرع باطنان الحديد المستخدمة في الدعاية الانتخابية لبناء المدارس او جسور حديدية يقضي على ازمة السير والزحامات ، ولكن هذا لا يتحقق طالما المتنفذون يسعون دوما الى مصلحتهم ومصلحة أحزابهم بعيدا عن الوطن والمواطن.
واضاف عضو التحالف المدني الديمقراطي أن» فقدان الدور الرقابي على الاحزاب السياسية وعدم إقرار قانون الاحزاب أعطى الحرية الكاملة لكافة الاحزاب وخصوصا المتنفذة منها أن تستغل أموال ومقدرات وآليات الدولة لدعايتها الانتخابية «.
ويقول أحد الحدّادين العاملين «للبوسترات» الانتخابية إن» نائبة واحدة كلـّف حديد دعايتها الانتخابية في بغداد 40 مليون دينار «. ويوضح الحداد «عدنان عبد الله غالي الزيدي» في تصريح لـ(خبر) أن الحديد المستخدم في الدعاية الانتخابات أكثر من الحديد المستخدم في «برج إيفل» وقد يصل الى بناء البرج مرتين «, مبينا» أن الحديد المستخدم في «اللفكس» الصغير الحجم يكلف حديده 150 الفا الى 200 الف «.
واضاف الزيدي «أما «اللفكسات» الكبيرة فيقدر وزن حديدها مايقارب 100 كيلو الى 300 كيلو , وبكلفة تقارب مليون دينار ، فقط سعر الحديد «. ويعد «برج إيفل» ( Tour Eiffel) اكبر برج حديدي يبلغ ارتفاعه 324 مترا ، يوجد في باريس، في أقصى الشمال الغربي لحديقة شامب-دي-مارس، بالقرب من نهر السين , أصبح هذا المنشأ رمز العاصمة الفرنسية، وهو الموقع السياحي الأول : و يمثل تاسع أكثر موقع فرنسي زيارة في 2006، وهو أيضاً أول مَعلم من حيث عدد الزوار ، بقي «برج إيفل» مدة 41 سنة المعلم الأكثر ارتفاعاً في العالم.
واخ
|