مراقبون: العراقي لم يؤمن بعد بصناديق الاقتراع كوسيلة للتطوير والتغيير-
راى عدد من المتابعين والمراقبين للوضع السياسي في العراق ان الناخب العراقي لم يصل بعد الى الايمان بان صناديق الاقتراع وسيلة للتطوير والتغيير، فيما اعرب اخرون عن اعتقادهم بتدني حظوظ المرشحين المستقلين وبقاء الكتل الكبيرة نفسها، وإن تغيرت الوجوه.
بغداد: تكنوقراط
يقول سامي مجيد، باحث في العلوم السياسية، ان هناك "مؤشرات ظهرت مؤخرا تؤكد ميول المواطن العراقي الى اختيار التكنوقراط، لانهم ربما يكونون بعيدين عن الميولات الحزبية، ويمتلكون كفاءة وخبرة، ولهم القدرة على ادارة البلد نحو مستقبل مشرق".
سهيل نجم لاحظ ان "العراقيين العاديين، وهم يعيشون مرحلة عصيبة من الاحداث الامنية، على دراية بما يحدث. وهم بهذا ربما يستطيعون تحديد من هو الاجدر بإدارة البلد في هذه المرحلة ويحقق اولا الاستقرار والامن".
الحاج ابو علي يؤكد انه سيشارك بالتصويت، ويقول "انا وعائلتي نحرص على منح اصواتنا لمن هو قادر على توفير أفضل الخدمات للعراقيين".
ويلاحظ ان "الذين انتخبناهم سابقا، مع الاسف لم يحققوا لنا شيئا يذكر، ناهيك عن المشاكل السياسية".
وراى ان هذا الوضع "يؤثر سلبا على الشارع".
واضاف ان "هناك مشكلات كثيرة مستعصية، وآخرها عدم اقرار الموازنة، علاوة على عدم استلام حصة تموينية كاملة كل شهر".
وعلى هذا الاساس سيذهب الحاج ابو علي وعائلته "إلى مراكز الانتخاب وامنح صوتي لمن هو قادر على توفير أفضل الخدمات لهذا الشعب المسكين، الذي عانى الويلات".
البصرة: مواقف مختلطة
عدد من البصريين اعربوا عن ميلهم لمقاطعة الانتخابات، بينما اكد اخرون نيتهم بالمشاركة.
آلاء سعد، شابة من منطقة العشار، تقول انها متاكدة من كفاءة المرشحين الذين تعرفهم، لذلك فهي مترددة في منح صوتها، لانها لا تثق بالمرشحين.
المعلق السياسي من البصرة، لؤي ماهر، قال ان "هناك وعيا لدى الناس بحساسية الوضع الداخلي والإقليمي".
ولاحظ ان "هناك غاية مشتركة لديهم تتمثل بدعم الاستقرار في البلد".
وقال ان من خلال رصده لمواقف الناس، "ظهر ان هناك إجماع على نقطتين؛ الأولى هي رفض السلوكيات غير الديمقراطية لدى بعض السياسيين؛ والثانية رفض كل ما يمكن أن يؤثر سلبا في العملية السياسية في البلد".
مروان فارس، باحث وأكاديمي، قال ان "في ظل ما يحدث من تغيرات تشهدها المنطقة العربية، يبقى إدراك ومسؤولية المواطن العراقي بضرورة الحفاظ على امن واستقرار البلد امرا مهما للغاية".
صلاح الدين: تغيير
في محافظة صلاح الدين كان الاراء تميل الى ضرورة احداث تغيير في المشهد السياسي، الذي يحقق لهم شيئا.
كنعان يوسف، باحث بمركز العراق للدراسات والبحوث، قال "اننا نشارك في التصويت من اجل إحداث تغيير، وتبديل الوجوه التي بقيت على كراسيها أربع سنوات، ولم يقدموا شيئاً لناخبيهم".
وعبر كنعان عن تفاؤله بالجولة الانتخابية المقبلة، وقال انه يعتقد انها ستشهد مشاركة واسعة من اجل اختيار الاكثر كفاءة والافضل من اجل العراق.
كربلاء: امتدادات قبلية
بعض الكربلائيين يرون ان الجولة الانتخابية المقبلة ربما لن تاتي بنتائج تشكل مفاجاة كبيرة، ما دامت الروابط العشائرية والعلاقات الشخصية لها نفوذ كبير في المجتمع.
غسان نايف اعرب عن اعتقاده ان "نتائج الانتخابات لن تشكل مفاجاة كبيرة". والسبب كما يعتقد غسان هو "طبيعة المواطن العراقي وتأثره الواضح بامتداداته القبلية والمناطقية والعلاقات الشخصية، وربما حتى البحث عن مصالح آنية".
وراى ان "الناخب العراقي لم يتشكل عنده حتى الان الوعي بان الانتخابات اداة للتطور والتغيير، فهو ما زال يتعامل معها كحدث آلي". ومن هنا يعتقد غسان "جازما ان الكتل الكبيرة، التي تمسك بزمام الأمور منذ عشر سنوات، مثل ائتلاف دولة القانون والتيار الصدري والمجلس الأعلى، هي صاحبة الحظ الأوفر في الهيمنة على مقاعد محافظة كربلاء".
ويرى غسان ان "فرص المرشحين المستقلين ضئيلة جدا، لان الأحزاب المشاركة في الانتخابات لها جمهورها وقواعدها، إضافة الى سيطرتها على اغلب مؤسسات الدولة".
واضاف ان "ما يمتلكه مرشحو الأحزاب من إمكانات مادية كبيرة ودعايات انتخابية ضخمة لا تمكن أي مرشح مستقل من منافسة الأحزاب الكبيرة والمتنفذة".
ويقول ان "المواطن دائم التذمر من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لاعتقاده ربما بكذبها وتضليلها، لكنه مع ذلك يشاهدها ويقرأها بسبب ما يسمى بالعادة الاتصالية"، ولاحظ ان هذا "ينطبق على مشاركته في الانتخابات، التي يمكن ان نسميها عادة انتخابية".
ويوضح "أننا نرى المواطن اليوم يشكو ويتذمر من الوضع السياسي والأوضاع الأمنية وقلة الخدمات ويهدد بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات، ولكنه في النهاية سيشارك ويصوت".
واعرب عن اعتقاده ان "نسبة المشاركة في كربلاء لن تتجاوز 55%"، وراى انها "نسبة جيدة بمقاييس الديمقراطيات الحديثة".
الديوانية: النتائج نفسها!
زياد اصيل يقول انه يعتقد "ان الكتل التي فازت في الانتخابات البرلمانية والمحلية السابقة ستحصل على نفس النتائج".
والسبب برأيه هو ان "خريطة الكتل السياسية المتنافسة بقيت نفسها، باستثناء قائمة اياد علاوي".
وراى ايضا ان "ﻻ فرصة للمستقلين بالفوز"، لان هناك "تحشيدا دعائيا في بيئة مشحونة طائفيا وسياسيا وامنيا يطغي لصالح الكتل وليس الافراد".
وقال ان هناك ازمة كبيرة في البلد، ولعل من ابرز تجلياتها "تصاعد الاعمال اﻻرهابية، واحدثها قطع نهر الفرات، بالاضافة الى التناحر الحزبي الذي تمارسه الكتل الكبيرة والحكومة". الامر الذي يؤكد "عدم وجود أي تفاهم سياسي في البلد".
على هذا، يعتقد زياد اصيل ان "المشاركة في هذه الانتخابات ستكون عادية، مع عدم وجود رغبة كبيرة لدى الناخبين بالمشاركة ﻻنهم يعرفون النتيجة مسبقا".
ثامر تركي كان اكثر تشاؤما من الوضع العام، ويعتقد ان هناك "مشكلة اجتماعية قائمة منذ العام 2003".
وهذه المشكلة الاجتماعية برايه تتمثل بان "الناس اصبحوا جحورا للطائفية، وأوكارا للفساد المالي والإداري، ومحطة للتستر على القتلة". وراى ان "لو لم تكن هناك مشكلة اجتماعية، لما تجرأ نواب من الدورة الحالية على اعادة ترشحهم لهذه الدورة".
وعليه، كما يرى ثامر تركي، "سيبقى الحال بتركيبته، لكن بوجوه جديدة"، معربا عن اعتقاده ان "دولة القانون سيكون لها حضور واضح في النتائج، مثلما سيكون للتيار الصدري، الا ان المجلس الاعلى لن يحصل على النتائج التي يتوقعها".
اما المستقلين، كما يقول ثامر، "فلن يكون لهك حظ بالمستوى الذي يتيح لهم احداث تغيير".
لكن ثامر يتكهن بـ"مشاركة واسعة"، والسبب في هذا كما يعتقد هو ان "الشعب ادرك ان السبيل الوحيد للخلاص لا يتحقق الا بحضوره عند صناديق الاقتراع، مع ان الناس لا تعول على المستقلين".
بابل: عملية صورية
عدد من سكان محافظة بابل، اعربوا عن اعتقادهم ان العملية الانتخابية، كما اثبتت الدورات السابقة، "مجرد عملية صورية" لا طائل من ورائها.
فهذه هيفاء حسن تؤكد انها لن تعطي صوتها لاي احد "لان الانتخابات مجرد عملية صورية لا غير"، متساءلة عن "ماذا حصلنا عندما انتخبنا في السابق غير الخلافات والمشاكل التي لا تنتهي وآخرها عدم اقرار الموازنة؟".
لكن احمد صاحب، رئيس منظمة امل العراق المشرق، لا يرى في مقاطعة الانتخابات البرلمانية حلا جيدا، بخاصة في الوقت الحاضر. ذلكانه يعتقد ان "هذه الانتخابات ستكون مصيرية، ستحدد مصير البلد".
ودعا "العراقيين من بكل الاطياف والمذاهب والقوميات والتيارات الى المشاركة في هذه الانتخابات"، مؤكدا ان "على كل فرد منا ان يختار الشخص الذي يجده مناسبا مع توجهاته".
الا ان احمد صاحب استدرك "ولكن بشرط ان يكون الخيار لصالح اصحاب الكفاءة والنزاهة والاخلاص بالعمل"، من اجل ان "تنجح الحكومة المقبلة".
جريدة العالم العراقية
|