Iraq, corruption in Iraq, Iraq election, Iraq bribery, Iraq politics, Kassim Al-Hassani, Jalal Talabani, جلال طلباني , قسيم الحسني
نحن نراقب والمستقبل يعاقب
تابعونا على
الصفحة الرئيسية   | تصل بنا   | نبذة عنا   | للمشاركة  
تحميل....
Mobile App تطبيق للجوال 09:04:29 - 18/04/2024 توقيت بغداد


الوثائق
الأكثر قراءة
2011-09-21

     

عام قضيتها في العراق/مذكرات المجرم بول بريمر مترجمه

بول بريمر يُلقب نفسه بـ(ما كارثر بغداد )
الذي يقرأ مذكرات بول بريمر بإمعان يجد في كل أحاديثه واجتماعاته  تأكيدا  مستمرا ثابتا على مايسميه بضرورة (التوازن) بين الشيعة والسنة في كل  الأمور التي يطرحها مع السياسيين العراقيين أو المسؤولين الأمريكان وقد  تعمقت هذه الفكرة بمرور الأيام وصارت فيما بعد كالعمود الفقري الذي يستند  عليه الحكم الجديد في العراق وتحول ألى حديث دائم بين السياسيين الطائفيين  من الطرفين  في كل خطاباتهم وتوجهاتهم وصراعاتهم  وبينما كان بريمر يؤكد  على (مظلومية) الشيعة في زمن النظام الدكتاتوري الصدامي  كان المبعوث  الرئاسي للرئيس جورج بوش  (زلماي خليل زاد) يؤكد على (مظلومية) أهل السنة  في الحكومات التي تكونت بعد انتهاء فترة حكم بريمر ولا ينسى العراقيون الحملة الشعواء التي شنها  هذا الأخير على (باقر جبر الزبيدي ) حين كان  وزيرا للداخلية  في حكومة الجعفري واتهامه للحكومة بـ(الطائفية )في اجتماعاته السرية والعلنية ولم يكن هذا التناقض في الأدوار تخبطا سياسيا في نظر الكثير من المحللين بل كان خطة مدروسة لإثارة  وتأجيج  النعرات الطائفية في العراق لتخلو الساحة للأمريكان في تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي

 ولجعل العراق بلدا ضعيفا منهكا لايستطيع أن يقف على قدميه ويمتلك زمام أموره بنفسه داخليا وخارجيا وقد ساعد الاحتلال في ذلك الكثير من  الرموز الطائفية التي أطلقت العنان لشهواتها الجامحة ولتصريحاتها المأزومة وتحريضاتها اللامسؤولة في الفضائيات المغرضة التي تكاثرت كالأميبا بعد الاحتلال بعد أن تكونت لدى تجار الفضائيات مبالغ طائلة في زمن النظام  الصدامي المقبور  والتي كانت وما زالت تشجع على ذلك التحريضات وترعاها وتؤججها وتعمقها بحجة (الأعلام الحر المستقل ) تنفيذا لأوامر كانت تتلقاها من الخارج

وقد أسست أدارة بريمر لتلك النظرية في الحكم على أساس (سني  –شيعي – كردي- تركماني – مسيحي ) أي إرساء عملية ( توزيع الحصص ) في  معظم  الدوائر الحكومية  الأساسية والأقل أهمية منها على أساس ماتمثله كل  طائفة  أو مكون من نسبة سكانية  في المجتمع العراقي وليس على أساس الهوية  الوطنية العراقية والكفاءة والإخلاص للوطن فأصبح الإخلاص للعشيرة والمكون  والحزب  هو السمة البارزة في  من يتولى المسؤولية سواء أكان وزيرا أو وكيل  وزاره أو سفير أو مدير عام وما عليه في فترة توليه للمسؤولية ألا أن يجمع  حشدا من أقربائه وعشيرته وأفراد حزبه في (فرصة العمر ) التي أتيحت له وهكذا  وأذا أتى غيره يبدأ اللعبة من جديد وهي عملية تفتيت للدولة العراقية من  الداخل تنذر بأوخم العواقب.  ونتيجة للشحن الطائفي المستمر للكثير من  السياسيين الذين سمعهم العراقيون في عشرات الفضائيات تكونت قناعة لدى عامة  الناس من المجتمع العراقي بأن من أولى الأولويات أن ينتخب الفرد  العراقي أحد أفراد عشيرته أو مذهبه أو قوميته لأنه خير من يمثله  ويدافع  عنه في أتون هذا الصراع المحموم وحتى يطمئن على مستقبله ومستقبل عائلته  لأنه  بهذا العمل   قد اختار الدرب الصحيح حسب اعتقاده حتى وأن خيبوا أمله  في المرة الأولى فعليه تكرارها في المرة الثانية  وهذا الأمر عمقه  السياسيون في ذهن المواطن العراقي وعقله فصدق الكثير منهم ذلك .  رغم أن  الكثير من السياسيين الطائفيين قد نزعوا جلودهم وتجلببوا بجلباب (العلمانية  ) لإخفاء توجهاتهم  .     الحقيقية والحقيقة المرة أثبتت صحتها على الأرض   خلال الثمان سنوات المنصرمة  وهي أن  هذه الرؤوس هي رؤوس طائفية حتى  النخاع ولم تستطع التخلص من شرنقة طائفيتها وأن سمت نفسها بأسماء لاعلاقة   لها بالطائفية وستبقى  (نظرية) بريمر هذه ومن سار على دربها  لعشرات  السنين ألى أن  يغير الكثير من السياسيين  نهجهم الذي  اختاروه في هذا  الطريق المحفوف بأعظم المخاطر في حكم العراق  وتغيير النفوس أمر في غاية  الصعوبة وربما يحتاج ألى معجزة ألهية.
 يستمر بريمر في سرد مذكراته  فيكتب ب(أنه أستلم عراقا مدمرا ، وأن الحاكم  العسكري (غارنر) وجد  نفسه أمام فراغ سياسي وزعامات عراقية تنقصها الخبرة.) ثم يردف قائلا (وفي أحدى  الأماسي عقدت اجتماعا تاريخيا مع (كلاس)  و(هيوم )وبدأ عندما قدم لي هيوم نسخة من أحدى الصحف العراقية الجديدة التي  لاتخضع للرقابة والتي بدأت تكثر في بغداد مع أولى هبات (نسائم الحرية ) بعد  (التحرير ) وقال بابتسامة (أنهم يصفونك  ب (مكارثر ) بغداد ياجيري فأين  غليونك؟! ) ويعقب على ذلك الكلام الذي تلقاه قائلا : (وفي الواقع فأن مهمتي  الجديدة تشمل بعض مسؤوليات المندوب السامي الذي كان يتمتع بها الجنرال  (دوكلاس ماكارثر)    حاكم الإمبراطورية اليابانية بعد انتهاء الحرب  العالمية الثانية ، والجنرال (لوسيوس كلاي) الذي قاد الغزو الأمريكي على  ألمانيا النازية المهزومة . )  ولم يقل له صاحبه الأمريكي من هم هؤلاء  الذين لقبوه بذلك اللقب الذي زاد من  إعجابه  بنفسه أهم  شركاؤه من  العراقيين في نهب الأموال ؟ أم طاقمه  الأمريكي الذي   حضر معه  وربما كان  معه  عملاء للموساد الإسرائيلي بحجة أنهم طاقم أعمار  وهذا ماقاله الكثير  من العراقيين الوطنيين المستقلين الذين رأوا بأم أعينهم كيف يتحكم  الأمريكان في وطنهم ويعبثون به   ويلقبون أنفسهم بمسميات لاتمت أليهم بصلة  لامن بعيد ولا من قريب.   ولكن  (ما كارثر) بغداد هذا بدلا من أن يعمر  العراق الذي دمره أسياده لمرتين متتاليتين تدميرا كاسحا في البنية التحتية   والصحية والبيئة وأهمها قطاعي الماء والكهرباء وانتشار (اليورانيوم  المنضب) في مناطق واسعة من أرضه وكان نتيجته أمراض مستعصية حصدت مئات  الألوف من البشر بالجملة وخاصة في شريحة الأطفال  وما زال العراق مدمرا   ألى هذه اللحظات التي أكتب فيها هذه الكلمات فأنه جازى شعب العراق  مع  أعوانه (العراقيين ) بسرقة ثرواته   التي تقدر بمليارات الدولارات وطار ألى  واشنطن ألى غير رجعة ولقبه العراقيون ب (حرامي بغداد ) وهي أقل صفة  يستحقها .فقد ذكرت الصحف الكندية والبريطانية (أن أدارة جورج بوش بعثت  بين  عامي 2003-2004 أثني  عشر مليار دولار نقدا للعراق بأوراق نقدية من فئة  (مئة ) دولار في طائرة شحن من طراز (هرقل سي 130) في واحد وعشرين رحلة .  واحدة من هذه الرحلات كانت مملوءة بالكامل وتحمل ( 2. / 4 ) مليار بحسب  تحقيق قامت به (لوس أنجلس تايمز )وجزء كبير  من هذه الأموال التي كانت  موجهة ألى ماسمي ب (أعمار العراق ) وتقدر ب(7 / 6 ) مليار دولار قد سرقت  ووصفت تلك السرقة أكبر عملية سرقة في تأريخ الولايات المتحدة الأمريكية  وكانت تلك الأموال من أرباح بيع النفط العراقي  . وكان من المفروض أن تعاد  تلك الأموال للعراق بعد رفع تلك العقوبات وقد ادعى بريمر أن  تلك الأموال  وزعت   على الوزارات والمؤسسات العراقية فيما بعد وانتهى كل شيئ وتم (أعمار  العراق !!!).
وقد فتح بريمر بتلك السرقة الكبرى شهية حيتان الفساد فيما بعد  وغرفوا من  المال الحرام ماشاء لهم أن يغرفوا وقسم من تلك الحيتان طارت خلف بريمروهي  ألى اليوم تتنقل في بلاد العم سام وغيرها من الدول التي منحتهم  جنسيتها  بعد أن كانت ( اللحيمة  المسروقة  دسمة ألى حد التخمه)  تؤمن لهم  ولأولادهم وذرياتهم  حياة مرفهة باذخة لسنين طويلة . في الوقت الذي يبحث  فيه الملايين من فقراء العراق عن لقمة عيش بسيطة يأكلونها. وبقي قسم من تلك  الحيتان في الداخل يقضم من أموال العراقيين شيئا فشيئا ويبني القصور  الفارهة   ويرفع عقيرته في الفضائيات متباكيا على ماحل بالعراق وشعب العراق  ولكنه في حقيقته لايقدم أي عمل يخفف من معاناة الشعب  ولا يهمه  شيئ سوى مايحصل عليه من الامتيازات   المكاسب تلو المكاسب  (ما طول الشليلة  ضايع راسها) و(القانون غائب ) و(الحابل اختلط بالنابل ) و(الحرامي يضيع   في الزحام )  داخل دولة (الحرية والديمقرطية )  التي أرسى دعائمها (حرامي  بغداد الأكبر)وجوقة (مجلس الحكم )
من بعده؟

فماذا يقال لمن يضع يده بأيدي الغازي من أجل أن  يهبه وزارة أو أعلى أو أدنى؟   وهل سيكون  هذا الشخص مؤتمنا على أموال العراقيين ومستقلبهم مهما تفاخر بوطنيته وحبه  لشعبه؟   وكم من المسؤولين العراقيين الكبار اليوم يقولون كلاما منمقا  معسولا  ويفعلون عكس مايقولون تماما. لهذا يقال دائما  أن   التأريخ   يكرر نفسه  حيث كان الناس يتحدثون فيما مضى عن  (علي بابا والأربعين حرامي )ولكن كررت هذه القصة نفسها بصورة واقعية في بغداد بعد سقوط الصنم الأوحد وبقي أبناء العراق وهم يسمعون أطنان الوعود يوميا لكن الستين تمروهم  محرومون من أبسط متطلبات الحياة ألى هذه اللحظة بعد أن  رحل السيد الجليل (أعمار العراق ) مع   (حرامي بغداد )  في رحلته الميمونة  ألى واشنطن التي (حررت ) العراق  وكما يقول المثل العراقي( دخانكم عمانه  وطبيخكم ما أجانه ) وما زالت قرارات مجلس (قيادة الثورة ) المقبور منذ ثمان  سنوات ومن بعدها قرارات (حرامي بغداد )  معشعشة في معظم الدوائر الحكومية  المنخورة أصلا بالفساد والمحسوبية. وكل ذلك ينعكس انعكاسا سيئا على نفسية  المواطن العراقي البسيط المثقل بمشاكل ومتاعب لاحصر لها وتسرق من وقته  وصحته وجهده الكثير وكل يوم تتكاثر أحباطاته من واقعه المرير الذي يعيشه في  عراق (الحرية ) و(الديمقراطية ) التي هي أحلى من العسل ولكن بالنسبة  للسارقين وأرباب المكاسب والرواتب الضخمة فقط.
ويسرد (الحرامي ) بريمر قصصا كثيرة عن اجتماعاته مع السياسيين العراقيين الحاليين ويمنح وصفا لكل منهم ويصفهم بأنهم كانوا (متعطشين ) لحكم العراق   وأنهم شعروا بأن ( نفوذهم سيتقلص ) مالم تكن لديهم قاعدة راسخة على أرض  العراق ويذكر (لن يكون هناك نقل فوري للسلطة كما كان يرغب البعض ولكننا  على استعداد لنقل مسؤوليات متزايدة للقادة العراقيين . ) ويتحدث بريمر عن  الجيش الذي حله بإسهاب ويذكر أن  تعداده كان (715ألف جندي ) منهم (400ألف)جندي (شيعي )الذين عانوا الأمرين من ضباطهم ( السنة ) وبالتالي لم يكن لهم  ولاء لقادتهم ولا الحافز للحفاظ على الوحدات العسكرية ) ويدافع دفاعا شديدا عن حل الجيش العراقي برمته ويقول بالحرف الواحد (أنه حظي بمباركة  معظم السياسيين العراقيين وأخص منهم بالذكر (البارزاني والطالباني) حيث قدما لي التهنئة بعد قراري بحله  وقال لي الزعيم الكردي جلال الطالباني:  (أنه كان أفضل قرار اتخذته أدارة التحالف خلال فترة عملها في العراق التي امتدت لأربعة عشر شهرا.) و(عبر لي البارزاني عن إعجابه بقرار حل الجيش  وقدم لي التهاني  حين زرته  في منزله البديع الواقع على قمم الجبال في صلاح الدين يحيط به رجال القبيلة وأشجار التفاح  وكنت أنا أقيم في  بغداد  حيث تشتد الحرارة, وأثبت  في كلامه لي أن أدارة التحالف جادة بخلق (عراق جديد وموحد )وأضاف أن أعادة ضباط من الجيش السابق كان يمثل خطأ كبيرا ، ولكننا –نحن الأكراد (أنفصلنا عن العراق ) وقد قاتلنا جيش البعث منذ البداية ولو عادوا لقاتلناهم . ولآندلعت الحرب الأهلية

ثم ذهب بريمر ألى أبعد من هذا ويذكر أن البارزاني قال له بالحرف الواحد (أنني أكره بغداد ولا أود الاضطرار للعيش هناك أو السفر أليها) وقد أثارت تلك  المذكرات حفيظة مسعود البارزاني ووصف بريمر ب (الكذاب )حال نشره تلك  المذكرات. ويستطرد بريمر في مذكراته:(حين فكرنا بإنشاء جيش جديد كان يتعين  علينا أن نأخذ التركيبة الطائفية في البلاد وتأريخها ، فأن تشكيل جيش  عراقي جديد ليس بالأمر السهل. أذ يجب أن يمثل الأمة بأسرها ، وليس كما كان  عليه الوضع بالنسبة لجيش صدام الذي كان غالبية سكانه من السنة ، وكان صدام  هو الذي يسند المناصب العليا فيه لمن يريد، أما الجنود والرتب الدنيا  فكانت من الشيعة، وكان يتم معاقبة من يفرون من الخدمة العسكرية بل أن  العقاب طال عائلاتهم  واتفقنا على عدم استدعاء الجيش القديم الذي كان يخضع  لهيمنة السنة لأن ذلك سيثير حفيظة الغالبية الشيعية وسوف يعتبرونه عودة  للصدامية دون صدام وكان في ذلك الجيش 11 ألف جنرالا مقابل 300 فقط في الجيش  الأمريكي .) ثم يعترف بريمر (أن جميع معدات الجيش العراقي قد اختفت ) وهذا  أمر يدعو ألى الغرابة  الشديدة ويتساءل كل إنسان في العراق  كيف أن دولة  كبرى  مثل   الولايات المتحدة الأمريكية  التي تمتلك  أقوى جهاز استخباراتي  في العالم قامت بغزو بلد مهم مثل العراق وهي لاتعرف عنه وعن أسلحته شيئا ؟    و لاتدري من الذي استولى على تلك الأسلحة ؟ وأين اختفت تلك الأسلحة  الثقيلة التي كانت تملأ العراق من شماله ألى  جنوبه ومن شرقه ألى غربه؟   وهناك أمر آخر يحق لكل عراقي أن يسأل عنه لماذا تكررت كلمة  (الشيعة )  و(السنة ) عشرات المرات في كل أحاديثه  وهل كان ذلك  أمرا عفويا  أراد به  تهدئة الوضع في العراق أم أثارته ؟ .  ويدعي في مكان آخر من مذكراته  (أنه  تحمل بشرف مسؤولية بناء دولة مدمرة ) ورحم الذي قال :
أن كنت تدري فتلك مصيبة – وأن  كنت  لاتدري  فالمصيبة أعظم .
وحين كان يتحدث عن (فراغ السلطة ) كان يتحدث في جانب آخر من مذكراته عن  نقيض لهذا الكلام فيقول: (لقد سألني بوش كيف الأوضاع بشكل عام ؟ فقلت أنني  متفائل لسببين أولا: (لأن العراق لديه موارد ممتازة ، حيث وفرة المياه  والأراضي الخصبة والأحتياطات الهائلة من النفط .كما أن العراقيين أناس  نشيطون ولهم عقول نيرة !!! ) وكان الأحرى به أن يقول لسيده (ملياراتهم تحت  يدي  سيدي الرئيس وأنا حاميها حراميها وهي أحلى  ماوهبتها  لي باحتلالك  الميمون   المهم أنهم نالوا حريتهم ولا يحتاجون ألى أي شيء غير تلك الحرية  التي هبطت عليهم فجأة  من السماء . ) وكما قال أحد العراقيين البسطاء ( بعد  الاحتلال راح نشبع حريه ونتريع ديمقراطيه  بصاية بوش الشفيّهْ. )
 وفي جانب آخر من مذكراته يستهين  بريمر بالشخصية العراقية بغطرسة المحتل  وبمنطقه الأستكباري لابل يتحول ألى طبيب نفساني لمعالجة أمراض العراقيين  النفسية  لتلقينهم درسا في (مبادئ الحرية ) التي كانت  ( غامضة )لديهم  فيقول لسيده  جورج بوش: (وأضفت أنه ليس من الصعب فهم الاضطراب النفسي الذي  يعاني منه العراقيون فقد شهدوا السقوط الأكثر دراماتيكية لأي نظام خلال  عقود ، ومعظم العراقيين ليس لديهم تجربة مع حرية الفكر، ولديهم فهم غامض  لمعنى الحرية ، ولكنهم يرغبون في أن نعلمهم ذلك. !!! )   ويسترسل قائلا:  (وسألني الرئيس : (هل يمكنهم أدارة بلد حر؟ ) قلت له (أن بعض زعماء السنة  لايثقون بالشيعة ) فقال : وما انطباعاتك ؟ قلت له : (لاأوافق على ذلك ومن  لقاءاتي مع العديد من زعماء الشيعة المعتدلين يمكنني القول أن بالإمكان  التعامل معهم . ) ويستطرد :  قال لي الرئيس :(وماذا عن خلق جهاز شرطة وجيش  جديدين ؟ فقلت له (أن ذلك يمثل الأولوية القصوى بالنسبة لنا . لكن الجنود  السابقين ليسوا ملائمين أو مدربين على العمل الشرطوي .! )
 (وأشرت ألى وصول المفوض السابق لشرطة نيويورك (بيرناردو كيرك ) لمساعدتي  في مجال الشرطة العراقية ، ولديه خطة لبناء قوات شرطة محترفة . )  وفي  حديثه مع( كولن باول) و(كوندليزا رايس) يتكلم بريمر عن الدستور والانتخابات  والاقتصاد والنفط والبطالة والخطط التي وضعها لبناء دولة عصرية ستذهل  العالم ب(مؤسساتها الديمقراطية  والاقتصادية الراسخة) ويأمل أن ( تتكون   أحزاب تشبه الأحزاب في الدول الأوربية كألمانيا مثلا وهي أحدى وسائل تعزيز  فرص قيام عراق مستقر!!! )
وفي جانب آخر يتحدث بريمر عن  التسهيلات التي قدمها الأردن ولابد من  مكافئته ب(تدريب  الشرطة العراقية ) بعد أن صار تبديد أموال العراقيين هدفا  رئيسيا له ولحاشيته قبل كل شيء آخر حيث يقول: (في الحادي والعشرين من  يونيو ،أقلعت طائرة (سي 130)من مطار بغداد ، وبرفقتي وفد عراقي ألى عمان  لحضور المنتدى الاقتصادي  العالمي وفي عمان انضممت ألى كولن باول لعقد  اجتماع خاص مع الملك عبد الله الثاني في مكتبه الخاص فخاطبنا الملك قائلا :  (حضرة الوزير ، وحضرة السفير أنني في غاية الاهتمام لمعرفة كيف يمكن  للأردن مساعدتكم في المسائل الأمنية ؟) ثم يعقب بريمر  قائلا : (لقد ساعدنا  الأردن كثيرا أثناء الغزو ، حيث سمح للقوات الخاصة بالعمل من داخل أراضيه .  وكنت قبل أيام من قدومي ألى عمان قد لبيت طلبا للملك الأردني بالاجتماع ب  (رئيس المخابرات الأردنية ) بحضور مدير مكتب (سي .آي . أيه ) في بغداد  لمناقشة التعاون في مجال تدريب الشرطة العراقية والتعاون الأردني العراقي  في مجال ضبط الحدود بين البلدين . ) ولم يذكر بريمر مبلغ 50 مليون دولار  الذي حصل عليه الأردن مقابل تدريب  عدد صغير من الشرطة العراقية  هذا  ماذكرته الأخبار أما المبالغ الحقيقية التي أهدرت في هذا المجال فبقيت في  مجال السرية والكتمان . ولم يجرؤ أحد من الملتفين حوله أن يقول له لماذا  تهدر أموال العراق بهذه الصورة والعراقيون قادرون على ذلك ؟  وهناك كلام  كثير دونه بريمر دار بينه وبين من أسماهم  (مجموعة  السبعة الكبار ) حول  العملية السياسية في العراق ولكنهم كانوا ثمانية ولا أدري أن كان حامد  البياتي غير مدرج ضمن (السبعة الكبار) وهم (أحمد الجلبي رئيس المؤتمر  الوطني العراقي وأياد علاوي زعيم حزب الوفاق الوطني العراقي والزعيمين  الكرديين مسعود البارزاني  قائد الحزب الكردي الديمقراطي ، وجلال الطالباني  زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني ، ونصير الجادرجي من مجلس القيادة العراقي  ، وأبراهيم الجعفري من حزب الدعوة ، والدكتور عادل عبد المهدي ، وحامد  البياتي ممثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ، وذلك لأن زعيم  الحزب عبد العزيز الحكيم كان مريضا وشككت في أن يكون مرض الحكيم مرضا  دبلوماسيا لأنه لايثق في نوايا التحالف . ) ويتحدث عن المقابر الجماعية  التي رأى قسما منها في الحلة التي زارها في 22/5/2003 ويصف المشهد بأنه  (كان مشهدا مهولا حين رأينا الناس يجمعون عظام الضحايا من الرجال والنساء  الذين كان أقاربهم يتعرفون عليهم من خلال علامات فارقة أو أوراق ثبوتية  وجدت ألى جانب الجثة ، ولفت انتباهي أحد    جنود المارينز ألى جانب جمجمة  طفل كانت مازالت يكسوها الشعر . ) ويتابع (عانت الحلة ذات الأغلبية الشيعية  كثيرا بعد انتفاضة الشيعة ضد صدام عام 1991م وتعرضت لتصفيات واسعة من   أجهزة القمع الصدامية عقابا لأهلها على التمرد على النظام . ويتحدث عن  آثار بابل بجملة واحدة لدى مغادرته الحلة فيقول: (رأينا من المناسب زيارة  بابل خاصة أن طريقنا تمر من جانبها ، ولم أجد دليلا على الحدائق المعلقة ،  لكنها بدت لي أشبه ب (ديزني وورلدأيست. ) ويـأسف لإلحاق صدام  الأضرار  الكبيرة  بتلك الآثار حين بنى له قصرا على تلة مجاورة . ) وكان الأحرى به  أن يكمل ويقول ونحن في غزونا أكملنا مهمته حين  نهبت حضارة العراق أمام  أعين جنودنا وكأن الأمر لايعنيها من بعيد أو قريب .
لكنه أحجم عن ذلك حتى لايغضب عليه سيده في البيت الأبيض بطل الديمقراطية الأوحد في العالم  دون منازع

جعفر المهاجر

 

مذكرات المجرم بول بريمر مترجمه

تعليقات الزوار
سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة
Will delete comments that contain inappropriate words

الاسم  *
البريد الالكتروني
النص  *
يرجى ادخال كلمة التحقق

لكي نتأكد من أن الذي يستعمل صفحة الانترنت هو شخص وليس آله أو برنامج يتصفح الانترنت بشكلاتيكي



Refresh this code
تحديث الكلمة



قائمة التعليقات
  • 1





  • ارسال الرابط الى صديق

    الى البريد الالكتروني  *
    من
    الرابط  *

    الوثائق
    عام قضيتها في العراق/مذكرات المجرم بول بريمر مترجمه

    http://www.iraq5050.com/?art=2610&m=7

    Iraq 5050.com
    موقع يهتم بالقضاء على الفساد المالي والاداري
    في العراق من خلال كشف الحقائق ونشر الوثائق




     

     
    استلم اخر الأخبار     *إيميل:   *تأكيد الإميل:   *الدولة:
    © Iraq5050 , 2010. جميع الحقوق محفوظة