مينـــاؤكم ... مبارك
يرجع فضل أنشاء أول ميناء عراقي الى قوات الاحتلال البريطاني التي أحتلت العراق وقامت بأنشاء ميناء المعقل القريب من مركز محافظة البصرة عام 1914 حيث كانت القوات البريطانية تستخدمه للأغراض العسكرية ، وقامت بتسليمه الى الحكومة العراقية عام 1937 . وكان هذا الميناء هو البداية حيث أعقب ذلك أنشاء ميناء أم قصر عام 1965
كما تم أنشاء ميناء أبو فلوس عام 1976 على الضفة الغربية لشط العرب ضمن قضاء أبي الخصيب وهو من أنشط الموانيء التجارية بالرغم من صغر مساحته وعدم قدرته على أستيعاب البواخر الكبيرة لكثرة الغوارق في مياه شط العرب المؤديه اليه .
وفي العام 1989 تم أنجاز مشروع ميناء خور الزبير الذي يحتوي على أرصفة صناعية ومخازن لخامات الحديد والفوسفات وسماد اليوريا .
لقد فقد العراق مساحات واسعة من مياهه الاقليمية وأنكمشت حدوده البحريه بسبب تنازلات الحكومات المتعاقبة حتى أصبحت حدود العراق على الخليج لاتزيد عن 57 كيلومترا في الوقت الذي كان يطلق على الخليج العربي أسم ( خليج البصرة العظيم ) حتى عام 1916 .
وبالمقارنة مع سواحل الكويت البحرية التي أصبحت اليوم تزيد عن 500 كيلومترا وتضم الكثير من الموانيء والتي أبرزها وأكبرها الشويخ والشعيبة والجليعة والاحمدي ، كما أن الكويت ليست بحاجة الى تحويل أكبر جزرها ( بوبيان ) غير الآهلة بالسكان الى ميناء كبير لا يبعد عن ميناء الفاو الا كيلومترا واحدا ، ودافعها في ذلك ألحاق الأذى بالعراق من خلال أفشال مشروع ميناء الفاو الكبير وهو مشروع ستراتيجي وطني ، وحرمان العراق من ساحله الوحيد المطل على الخليج العربي ، وقطع الطريق الملاحي الوحيد بأتجاه مينائي أم قصر وخور الزبير.
وفي الوقت الذي تدعي الحكومة الكويتية أنها تحترم حدود العراق البرية والبحرية وأن مسألة أنشاء هذا الميناء هو شأن داخلي لا علاقة له بأي أمر عراقي ولا يؤثر سلبا علية مؤكدة أن قرار مجلس الامن 833 لعام 1993 قد حسم الحدود بين البلدين ، ونست أو تناست الحكومة الكويتية أن القرار أعلاه قد شدد على ضمان حرمة الحدود الدولية بين البلدين .
أن أنشاء هذا الميناء يعني موت الموانيء العراقية وشل الاقتصاد العراقي بشكل عام وأقتصاد البصرة بشكل خاص .
لذا فعلى الحكومة العراقية الحالية أن تتصرف أزاء هذا الموضوع بحكمة سياسية وأن تكون على مستوى الحدث وان لا تدفن راسها بالرمال كعادتها فهذا الامر لا يجب التهاون به أو أهماله لان حجم العمل في الميناء يتم بتقدم سريع وكبير وقد نصبت رافعات لدك الركائز في مواقعها
وكذلك هناك حفارات بحرية عملاقة تباشر بعمليات الحفر والتعميق ونقل الاطيان والرمال المستخرجة من عمليات الحفر من قاع خور عبد الله ووضعها في الاماكن المراد ردمها .
متى نذود عن مياهنا الوطنية العراقية وهي تسرق علنا في وضح النهار ؟
متى نصون حقوقنا الملاحية والبحرية ، ولا نفرط بها ، ولا نساوم عليها ؟
الى متى نرضخ للضغوط الدولية والاقليمية التي تسعى لتحويل العراق الى منطقة مغلقة بحريا ؟ وهذا ما نخشاه أن ننام ونصحو فنجد أن لا منفذ بحري لنا بعد أن كان العراق سيد البحار والمحيطات .
أن مثل هذه المواضيع هي أهم من الخلافات السياسية والشراكات والمحاصصات والكراسي التي تأتي وتذهب ، لكن لعنة التاريخ لن ترحم كل من يفرط بشبر واحد من تراب ومياه العراق العظيم ، اللهم أني بلغت ، اللهم فأشهد .
والله يخلي (( نوري )) صندوق أمين البصرة !!!!
النجم الحزين
المقالات لا تمثل بالضرورة رأي الموقع وتمثل آراء أصحابه
|