العراق يستأنف مفاوضات انسحاب قوات التحالف الدولي
في الوقت الذي أعلن فيه اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أمس الخميس، استئناف اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة العسكرية المشتركة بين العراق والتحالف الدولي، مباحثاتها بشأن تقييم خطر “الإرهاب” وتعزيز قدرات القوات العراقية، تمهيداً لإنهاء مهمة التحالف، شنّ جهاز مكافحة “الإرهاب” العراقي سلسلة عمليات في مناطق متفرقة من البلاد، أفضت إلى اعتقال 3 من تنظيم “الدولة الإسلامية” وتدمير مضافاتهم.
القائد العسكري أوضح في بيان صحافي أن “اللجان الفرعية الثلاث المنبثقة عن اللجنة العسكرية العليا لإنهاء مهام التحالف الدولي عقدت اجتماعاتها في بغداد، مع نظيراتها من التحالف الدولي، لمناقشة المواضيع المعدة على جداول أعمالها لتقييم خطر الإرهاب ومواقف البيئة العملياتية والخيارات الآنية والمستقبلية لتعزيز قدرات القوات المسلحة العراقية”.
وأضاف أن “اللجان رفعت محاضر اجتماعاتها ليتسنى إكمال متطلبات خطّة إنهاء مهمة التحالف الدولي لمحاربة داعش “تنظيم الدولة الإسلامية”، والانتقال إلى العلاقات الثنائية الواسعة مع الدول الأعضاء، كما أكدت اللجان الفرعية استمرار عقد اجتماعاتها الدورية لإنجاز أعمالها”.
وفي 27 كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلنت الحكومة العراقية انطلاق الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.
وذكرت الحكومة العراقية في بيان مقتضب حينها أن “رئيس الحكومة محمد شياع السوداني رعى انطلاق الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق”.
وشارك في الاجتماع قيادات عسكرية عراقية ومن قوات التحالف الدولي، ويقود المفاوضات من الجانب العراقي رئيس أركان الجيش الفريق أول ركن عبد الأمير يار الله.
وفي وقت سابق من شباط/ فبراير الماضي، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، نجاح المفاوضات بين الحكومتين العراقية والأمريكية التي بدأت منذ آب/ أغسطس 2023 وانتهاءها إلى ضرورة إطلاق اللجنة العسكرية العليا (إتش إم سي) لصياغة جدول زمني يمهد لانسحاب تدريجي لقوات التحالف الدولي من العراق.
وتكتسب الحكومة الاتحادية بزعامة محمد شياع السوداني، دعماً نيابياً في مفاوضاتها الرامية لإنهاء تواجد قوات التحالف على الأرض العراقية، وتحول العلاقة بين العراق والدول المنضوية في التحالف من عسكرية إلى بقية القطّاعات.
في هذا الشأن، يؤكد النائب عن كتلة “الصادقون” النيابية حبيب الحلاوي، المضي بتشريع قرار إخراج القوات الأجنبية من العراق، مشيراً إلى أن كل الخيارات متاحة لحفظ وحدة العراق.
ونقل إعلام الكتلة التابعة لحركة “عصائب أهل الحق”، عن الحلاوي قوله، إن “قوات الاحتلال الأمريكي يجب أن تخرج من العراق عاجلاً أم آجلاً”، مشيراً إلى أن “جميع الخيارات متاحة أمام البرلمان لدعم الحكومة بإخراج كامل القوات الأجنبية من البلاد”.
وأضاف أن “مجلس النواب سيمضي بتشريع قانون إخراج القوات الأجنبية وعلى رأسها الأمريكية من البلاد”، موضحاً أن “استمرار الوجود الأجنبي على الأراضي العراقية يهدد أمن واستقرار البلاد، فضلًا عن استمرار الانتهاكات الأمريكية على السيادة الوطنية”.
ميدانياً، أعلن جهاز مكافحة “الإرهاب”، الخميس، القبض على 3 “إرهابيين” وتدمير 7 مضافات للتنظيم في مناطق متفرقة.
بيان صحافي للجهاز أفاد بأنه “في إطار جهود أبطال جهاز مكافحة الإرهاب في استئصال آفة الإرهاب وتتبع كافة عناصر داعش الإرهابية (تنظيم الدولة)، تمكن أبطالنا بمجموعة عمليات منفردة من إلقاء القبض على (3) إرهابيين في مناطق متفرقة وتدمير 7 مضافات لعصابات” التنظيم.
وذكر أيضاً أن “عمليات القبض تمت بعد شروع قطعاتنا بإلقاء القبض على أحد إداريي تنظيم الدولة في محافظة كركوك، كما تمكنت في عملية منفصلة من إلقاء القبض على عسكري في عصابات داعش في محافظة الأنبار”.
وأكد أنه “ضمن عملياتنا في تتبع الإرهاب تمكن أبطالنا من إلقاء القبض على آمر مفرزة عسكرية (سابقاً) فيما كان يسمى ولاية الفلوجة في العاصمة بغداد”، لافتاً إلى أنه “في إطار واجباتنا بتفتيش وتطهير المضافات تمكنا من تدمير وتخريب 7 مضافات وأنفاق في محافظة نينوى”.
ويأتي ذلك في وقتٍ أكد نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق أول الركن قيس المحمداوي، أهمية الضغط على المجاميع “الإرهابية” وتوفير الأجواء الآمنة لشهر رمضان.
وحسب بيان لقيادة العمليات المشتركة المحمداوي “ترأس اجتماعاً عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع قادة العمليات والفرق بحضور قادة قوات (البرية – الحدود – جهاز مكافحة الإرهاب) وقادة فرق (الرد السريع – القوات الخاصة والتاسعة) ومدراء (الاتصالات العسكرية -عمليات وزارة الداخلية -عمليات الحشد الشعبي) ونائبي القوة الجوية وطيران الجيش والأجهزة الأمنية والاستخبارية والحشد الشعبي وهيئة ركن القيادة”.
وأكد القائد العسكري على “مراجعة خطط انتشار القوات وتوزيع الواجبات ضمن قواطع المسؤولية”، مشدداً على أهمية “تكثيف الجهود الاستخبارية والأمنية وإدامة الضغط على العناصر الإرهابية المنهزمة، لا سيما ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك وضرورة توفير أفضل الأجواء بهذا الشهر الفضيل”.
وأشار المحمداوي إلى ضرورة “الإبقاء على الاستعداد القتالي الدائم لمواجهة التحديات ومطاردة ما تبقى من مفارز “تنظيم الدولة” وتأمين الحدود الفاصلة، بما في ذلك الحدود الدولية وإعادة النظر في انفتاح القطعات”، حاثّاً على وجوب “التعاون والتنسيق والعمل بروح الفريق الواحد وفحص المنظومات القتالية والإدارية والفنية والتعامل بشكل جدي مع المعلومات الأمنية والاستخبارية، والأهم الاستثمار الأمثل للموارد البشرية والفنية ومراقبة مناطق التسلل”.
الوثيقة |