الحكومة المترهلة والفساد المذهل ؟

أعلنت هيئة النزاهة أن هناك " 500" مدير عام من أصل " 600" مدير عام في العراق عليهم ملفات فساد نتيجة تورطهم بمخالفات بمخالفات مالية وأجرائية يعاقب عليها القانون , ولو أن المئة المتبقية تم تمحيص أوضاعهم لآرتفع عدد المدراء العامين عن ذلك كثيرا وربما لم يسلم ألا العدد القليل ؟

ومنطق أدارة الدولة لمن يفهمه يقول لايمكن للمدير العام أن يستمر بفساده المالي بمعزل عن الوزير , مثلما لايمكن للوزير الفاسد أن يظل يسرح على هواه مع وجود رئيس الوزراء النظيف أو العارف بأمور أدارة الدولة , وهكذا عن بقية تراتب العناوين الوظيفية في دوائر الدولة , أما عندما يكون الجميع غاطسين وملوثين بالفساد وواقعين في شراك ألاخطاء , فمثلهم مثل السمكة في الماء عندما سألوها عن الماء ؟ قالت لاأعرفه ؟

واليوم عندما نشاهد رئيس الوزراء يصر على الظهور مع وزرائه في مناقشات علنية ولكن على طريقتهم الخاصة وليست على طريقة ألانظمة الديمقراطية البرلمانية حيث يحاسب البرلمان كل المسؤولين كل على أنفراد حول ماقام به من أعمال وبرامج في موقع مسؤوليته وكيف يبرر ذلك لصالح الوطن والمواطن بناءا على توجيهات الدستور , وقوانين ألادارة المحلية والخارجية للدولة

أن ألاستعراض المرتجل الذي تقوم به حكومة أعترف رئيسها منذ أنعقادها على عدم رضاه عن الجميع وأنها مفروضة عليه بكوتا المحاصصة الحزبية والطائفية , والتي كان أخرها منصب نائب رئيس الجمهورية الذي جرى تمريره رغم كل ألاعتراضات الشعبية , والمرجعية , ومع عدم وجود نصوص دستورية تحمي ذلك التوجه المحموم للاستئثار بالمواقع وألامتيازات على حساب المواطن المحروم من كل شيئ ؟

أن فسادا يجعل أكثر من عشرين مسؤولا يهربون خارج البلاد , وفسادا يجعل " عشرين  ألف شهادة مزورة في دوائر الدولة , و"55" شهادة مزورة عند المرشحين للانتخابات , وثلاثة ألاف شهادة مزورة عند وزارة التعليم العالي , وأختام وزارة التربية تستخدم في وضح النهار لختم الشهادات المزورة وهذا ما صرح به أكثر موظفي المفوضية عندما يسألون كيف مرت تلك الشهادات وأصحابها معروفون بعدم حصولهم على التحصيل ألابتدائي فيقولون قدم لنا شهادة مختومة من وزارة التربية ؟

أن حكومة عقود الكهرباء فيها مزورة , وعقود المشاريع مسروقة ولاسيما في أمانة بغداد ومحافظات أخرى , وحكومة عقود وزارة الدفاع والداخلية يخيم عليها الفساد والسرقات وسراقها بين من هرب خارج البلاد ومن راح يهدد بكشف المستور فكان ذلك سببا لآطلاق سراحه من السجن ؟

حكومة مدير مكتب رئيسها يختفي بدون معرفة ألاسباب مما يفتح مجالا لكل ألاحتمالات , وحكومة لايستطيع رئيس وزرائها أختيار واحد من المقربين اليه دون وجود مثالب لايمكن تبريررها لصالحه

حكومة همها أن تعفو عن المزورين , وهمها مخصصاتها وأمتيازاتها ؟ وشعبها يعاني من الفقر والعوز وتردي الخدمات وشحة الدواء والماء وأختفاء مفردات البطاقة التموينية , حكومة لاتدري ماذا يجري في سفاراتها من تسيب , ولاتدري ماينتظر مياهها من مستقبل مظلم , ولا تدري ما هي حقيقة عقود شركات النفط وتلزيماتها , حكومة تتناقض معلوماتها مع ذاتها وبين أعضائها , حكومة تحرض المواطنين على بعضهم كما حدث يوم الجمعة 10|6|2011 في ساحة التحرير , حكومة من هذا المستوى المخجل كيف يطمئن المرء لطريقة عرضها المليئة بالمغالطات والمتسترة على الفساد والضالعة فيه , حكومة هذا نوعها وهذه صفاتها يجب أن ترحل قبل أن يحدث مالايحمد عقباه ؟

د. علي التميمي

Dr_tamimi5@yahoo.com

المقالات لا تمثل بالضرورة رأي الموقع وتمثل آراء أصحابه